قال شعبة: لا يعرف لقتادة سماع من أبي رافع، وقال يحيى بن معين: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير ولا من مجاهد، قال يحيى بن سعيد القطان: لم يسمع قتادة من سليمان بن يسار، وقال أحمد بن حنبل: لم يسمع من معاذة العدوية.
قلت: قد عدوا رواية قتادة، عن جماعة هكذا من غير سماع، وكان مدلسا.
قال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيء بقدر إلا المعاصي.
وروى ضمرة، عن ابن شوذب قال: ما كان قتادة، لا يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر. قلت: قد اعتذرنا عنه وعن أمثاله، فإن الله عذرهم، فيا حبذا، وإن هو عذبهم، فإن الله لا يظلم الناس شيئا، ألا له الخلق والأمر وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية والغريب وأيام العرب، وأنسابها حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، ونقل القفطي في " تاريخه " أن الرجلين من بني أمية كانا يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريدا إلى العراق يسألان قتادة عنه.
قال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن يقول: اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليها، قال: فكيف يصنع بقتادة، وابن أبي رواد وعمر بن ذر، وذكر قوما، ثم قال يحيى: إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا، ثم قال: عمرو بن دينار أثبت من قتادة، وقال يحيى: أخرج قتادة حيان الأعرج من الحجرة. قلت: لم أخرجه؟ قال: لأنه ذكر عثمان -رضي الله عنه- فقلت ليحيى: من أخبرك؟ قال أصحابنا: وسمعت يحيى، يقول عن شعبة، قال: ذكرت لقتادة حديث احتج آدم وموسى، فقال: مجنون أنت وإيش هذا؟، قد كان الحسن يحدث بها.