أحمد بن سيار المروزي: أبو رجاء قتيبة مولى الحجاج بن يوسف، فكان قتيبة يتولى ثقيف، ويذكر كرامة جده على الحجاج، وأن الحجاج كان إذا جلس على سريره، جلس جدي على كرسي عن يمينه. قال: وكان أبو رجاء رجلا ربعة أصلع، حلو الوجه، حسن اللحية، واسع الرحل، غنيا من ألوان الأموال من الدواب والإبل والبقر والغنم، وكان كثير الحديث. لقد قال لي: أقم عندي هذه الشتوة، حتى أخرج لك مائة ألف حديث، عن خمسة أناسي، فقلت: لعل أحدهم عمر بن هارون؟ قال: لا، كنت كتبت عن عمر بن هارون وحده أكثر من ثلاثين ألفا، ولكن وكيع بن الجراح، وعبد الوهاب الثقفي، وجرير، ومحمد بن بكر البرساني، ونسيت الخامس. قال: وكان ثبتا فيما روى، صاحب سنة وجماعة. سمعته يقول: ولدت سنة خمسين ومائة.
قال: ومات لليلتين خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين، وهو في تسعين سنة، وكان كتب الحديث عن ثلاث طبقات: الليث، وابن لهيعة، إلى أن قال: ثم كتب عن إدريس، ووكيع، والعنقزي ونحوهم، ثم كتب عن إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن سليمان.
وأما موسى بن هارون، فقال: ولد سنة ثمان وأربعين ومائة، سنة موت الأعمش، وسمعته يقول: حضرت موت ابن لهيعة، وشهدت جنازته سنة أربع وسبعين ومائة.
قلت: حدث عنه الحميدي، ومحمد بن الفضل الواعظ، وبينهما في الموت ثمانية وتسعون عاما.
وأما الخطيب، فقال في كتاب " السابق واللاحق ": حدث عنه نعيم بن حماد، وأبو العباس السراج، وبين وفاتيهما أربع وثمانون سنة.
قال ابن المقرئ في " معجمه ": حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري، سمعت الحسن بن سفيان يقول: كنا على باب قتيبة، فمرض رجل كان معنا، يقول: لا أخرج حتى أكبر على قتيبة. قال: فمات، فأخبروا به قتيبة، فخرج يصلي عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.