وقد روى أبو نصر، عن قتيبة قال: ولدت سنة ثمان وأربعين ومائة فالله أعلم.
وروى غير واحد عن أبي العباس السراج قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام، وأهل السنة والجماعة: نعرف ربنا - عز وجل - في السماء السابعة على عرشه، كما قال تعالى: الرحمن على العرش استوى.
ومما بلغنا من شعر قتيبة بن سعيد قوله:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه
والرزق يأكله الإنسان بالقدر
ما كان مثلي في بغلان مسكنه
ولا يمر بها إلا على سفر
وكانت رحلة النسائي إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومائتين، فأقام عنده سنة كاملة، وكتب عنه شيئا كثيرا، لكنه امتنع وتحرج من رواية كتاب ابن لهيعة لضعفه عنده.
وقيل: كان سبب نزوح قتيبة من مدينة بلخ، وانقطاعه بقرية بغلان، أنه حضر عنده مالك، وجاءه إبراهيم بن يوسف البلخي للسماع، فبرز قتيبة، وقال: هذا من المرجئة، فأخرجه مالك من مجلسه - وكان لإبراهيم صورة كبيرة ببلده - فعادى قتيبة، وأخرجه.
وما علمتهم نقموا على قتيبة سوى ذلك الحديث المعروف في الجمع في السفر.
قال أحمد بن سلمة: عمل أبي طعاما، ودعا إسحاق، ثم قال: إن ابني هذا قد ألح علي في الخروج إلى قتيبة، فما ترى؟ فنظر إلي، وقال: هذا قد أكثر عني، وهو يجلس بالقرب مني، وأبو رجاء عنده ما ليس عندنا، فأرى أن تأذن له عسى أن ينتفع.