للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر عاصم بن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمل قيس بن سعد على الصدقة.

وجاء في بعض طرق حديث الحوت الذي يقال له: العنبر، عن جابر، أن أميرهم كان قيس بن سعد، وإنما المحفوظ أبو عبيدة.

وروى عمر بن دينار، سمع أبا صالح السمان يذكر أن قيس بن سعد نحر لهم - يعني في تلك الغزوة - عدة جزائر.

وقد جود ابن عساكر طرقه.

وقال الواقدي: حدثنا داود بن قيس، ومالك، وطائفة، قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار، وهم ثلاثمائة، إلى ساحل البحر إلى حي من جهينة، فأصابهم جوع شديد. فأمر أبو عبيدة بالزاد، فجمع ; حتى كانوا يقتسمون التمرة. فقال قيس بن سعد: من يشتري مني تمرا بجزر، يوفيني الجزر هاهنا وأوفيه التمر بالمدينة. فجعل عمر يقول: يا عجبا لهذا الغلام، يدين في مال غيره. فوجد رجلا من جهينة، فساومه، فقال: ما أعرفك! قال: أنا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم. فقال: ما أعرفني بنسبك أما إن بيني وبين سعد خلة سيد أهل يثرب فابتاع منه خمس جزائر، كل جزور بوسق من تمر، وأشهد له نفرا. فقال عمر: لا أشهد، هذا يدين ولا مال له، إنما المال لأبيه. فقال الجهني: والله ما كان سعد ليخني بابنه في شقة من تمر، وأرى وجها حسنا، فنحرها لهم في ثلاثة مواطن. فلما كان في اليوم الرابع، نهاه أميره، وقال: تريد أن تخرب ذمتك ولا مال لك.

قال فحدثني محمد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن رافع بن خديج قال: بلغ سعدا ما أصاب القوم من المجاعة، فقال: إن يك قيس كما أعرف، فسوف ينحر للقوم، فلما قدم، قص على أبيه، وكيف منعوه آخر شيء من النحر، فكتب له أربع حوائط أدنى حائط منها يجد خمسين وسقا. فقيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه، قال: أما إنه في بيت جود.