للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو عاصم: حدثنا جويرية، قال: كان قيس يستدين، ويطعم، فقال أبو بكر وعمر: إن تركنا هذا الفتى، أهلك مال أبيه، فمشيا في الناس، فقام سعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب، يبخلان علي ابني.

وقيل: وقفت على قيس عجوز، فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان، فقال: ما أحسن هذه الكناية، املئوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا.

مالك: عن يحيى بن سعيد، قال: كان قيس بن سعد يطعم الناس في أسفاره مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا نفد ما معه تدين، وكان ينادي في كل يوم ; هلموا إلى اللحم والثريد.

قال ابن سيرين: كان سعد ينادي على أطمه: من أحب شحما ولحما، فليأت، ثم أدركت ابنه مثل ذلك.

وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: باع قيس بن سعد مالا من معاوية بتسعين ألفا ; فأمر من نادى في المدينة: من أراد القرض فليأت. فأقرض أربعين ألفا، وأجاز بالباقي، وكتب على من أقرضه. فمرض مرضا قل عواده، فقال لزوجته قريبة أخت الصديق: لم قل عوادي؟ قالت: للدين، فأرسل إلى كل رجل بصكه، وقال: اللهم ارزقني مالا وفعالا، فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال.

عمرو بن دينار، عن أبي صالح، أن سعدا قسم ماله بين ولده، وخرج إلى الشام، فمات، وولد له ولد بعد ; فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس، فقالا: نرى أن ترد على هذا، فقال: ما أنا بمغير شيئا صنعه سعد، ولكن نصيبي له.

وجاءت هذه عن ابن سيرين، وعن عطاء.

قال مسعر: عن معبد بن خالد، قال: كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا أصبعه المسبحة، يعني: يدعو

وجود قيس يضرب به المثل، وكذلك دهاؤه.

روى الجراح بن مليح البهراني، عن أبي رافع، عن قيس بن سعد، قال: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: المكر والخديعة في النار لكنت من أمكر هذه الأمة.