وعن الزهري، قال: قدم قيس المدينة فتوامر فيه الأسود بن أبي البختري، ومروان أن يبيتاه، وبلغ ذلك قيسا، فقال: والله إن هذا لقبيح أن أفارق عليا وإن عزلني، والله لألحقن به. فلحق به، وحدثه بما كان يعتمد بمصر. فعرف علي أن قيسا كان يداري أمرا عظيما بالمكيدة، فأطاع علي قيسا في الأمر كله، وجعله على مقدمة جيشه. فبعث معاوية يؤنب مروان والأسود، وقال: أمددتما عليا بقيس؟ والله لو أمددتماه بمائة ألف مقاتل، ما كان بأغيظ علي من إخراجكما قيسا إليه
وروي نحوه عن معمر أيضا، عن الزهري.
هشام بن عروة: عن أبيه، كان قيس مع علي في مقدمته ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعدما مات علي، فلما دخل الحسن. في بيعة معاوية أبى قيس أن يدخل، وقال لأصحابه: إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانا. فقالوا: خذ لنا، فأخذ لهم، ولم يأخذ لنفسه خاصة. فلما ارتحل نحو المدينة ومعه أصحابه، جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ صرارا.
ابن عيينة، عن أبي هارون المدني، قال: قال معاوية لقيس بن سعد: إنما أنت حبر من أحبار يهود ; إن ظهرنا عليك قتلناك، وإن ظهرت علينا نزعناك، فقال: إنما أنت وأبوك صنمان من أصنام الجاهلية، دخلتما في الإسلام كرها، وخرجتما منه طوعا.