ثم قال قتادة: وحدثني أبو حسان؛ أن أول من وقع عليه حرقوص، فأعطاه أبو موسى الربطتين، ومائتي درهم. ثم إنه طلب أن يرد عليه الربطتين، فأبى، فشققها عمائم. وكتب أبو موسى في ذلك إلى عمر؛ فكتب إليه: إن نبي الله دعا أن لا يرثه إلا المسلمون، فصل عليه، وادفنه.
قال همام بن يحيى: وحدثنا فرقد، حدثنا أبو تميمة، أن كتاب عمر جاء: أن اغسله بالسدر وماء الريحان.
ثم رجع إلى حديث مطرف بن مالك قال: فبدا لي أن آتي بيت المقدس، فبينا أنا في الطريق، إذا أنا براكب شبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: نعيم؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت بنصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك. ثم أتينا دمشق، فلقيت كعبا، فقال: إذا أتيتم بيت المقدس، فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة. ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء، فقالت أم الدرداء لكعب: ألا تعدني على أخيك؟ يقوم الليل ويصوم النهار. قال: فجعل لها من كل ثلاث ليال ليلة. ثم أتينا بيت المقدس، فسمعت يهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا فقال كعب: هذا كتاب قديم وإنه بلغتكم فاقرؤوه. فقرأه قارئهم حتى أتى على ذلك المكان: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران: ٨٥] فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا، ففرض لهم معاوية، وأعطاهم.