للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١)، وقال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (٢)، وقد روى أبو داود في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: «أمن العصبية أن ينصر الرجل قومه في الحق؟ قال: لا؛ قال: ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه في الباطل (٣)» وقال: «خيركم الدافع عن قومه ما لم يأثم (٤)»، وقال: «مثل الذي ينصر قومه في الباطل كبعير تردى في بئر فهو يجر بذنبه (٥)» وقال: «من سمعتوه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا (٦)».

وكل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري يا للأنصار، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم (٧)»، وغضب لذلك غضبا شديدا.


(١) سورة الحجرات الآية ١٠
(٢) سورة النساء الآية ١١٤
(٣) سنن أبو داود الأدب (٥١١٩)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٤٩)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٠٧).
(٤) سنن أبو داود الأدب (٥١٢٠).
(٥) سنن أبو داود الأدب (٥١١٧)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٩٣).
(٦) مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٣٦).
(٧) صحيح البخاري المناقب (٣٥١٨)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٨٤)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣١٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٩٣).