قريش بن أنس: حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار أن السجان قال لابن سيرين: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال. قال: لا والله، لا أكون لك عونا على خيانة السلطان.
قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة، فخرجت منها أعظم ما كانت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت. فقال ابن سيرين: أما الأولى فذاك الحسن، يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه. وأما التي صغرت فأنا، أسمع الحديث فأسقط منه. وأما التي خرجت كما دخلت فقتادة، فهو أحفظ الناس.
ابن المبارك، عن عبد الله بن مسلم المروزي، قال: كنت أجالس ابن سيرين، فتركته وجالست الإباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيت ابن سيرين فذكرته له، فقال: ما لك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن هشام بن حسان، قالا: قص رجل على ابن سيرين فقال: رأيت كأن بيدي قدحا من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء. فقال له: اتق الله ; فإنك لم تر شيئا. فقال: سبحان الله. قال ابن سيرين: فمن كذب فما علي ; ستلد امرأتك وتموت، ويبقى ولدها. فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيت شيئا. فما لبث أن ولد له وماتت امرأته.
قال: ودخل آخر فقال: رأيت كأني وجارية سوداء نأكل في قصعة سمكة. قال: أتهيئ لي طعاما وتدعوني؟ قال: نعم، ففعل، فلما وضعت المائدة، إذا جارية سوداء! فقال له ابن سيرين: هل أصبت هذه؟ قال: لا، قال: فادخل بها المخدع، فدخل، وصاح: يا أبا بكر، رجل والله، فقال: هذا الذي شاركك في أهلك.