للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو سعد السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن ابن طاهر، فتوقف، ثم أساء الثناء عليه، وسمعت أبا القاسم بن عساكر يقول: جمع ابن طاهر أطراف " الصحيحين " وأبي داود، وأبي عيسى، والنسائي، وابن ماجه، فأخطأ في مواضع خطأ فاحشا.

وقال ابن ناصر: كان لحنة ويصحف، قرأ مرة: وإن جبينه ليتفصد عرقا - بالقاف - فقلت: بالفاء، فكابرني.

وقال السلفي: كان فاضلا يعرف، لكنه لحنة، قال لي المؤتمن الساجي: كان يقرأ، ويلحن عند شيخ الإسلام بهراة، فكان الشيخ يحرك رأسه، ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال شيرويه بن شهردار في " تاريخ همذان ": ابن طاهر سكن همذان، وبنى بها دارا، دخل الشام، والحجاز، ومصر، والعراق وخراسان، وكتب عن عامة مشايخ الوقت، وروى عنهم، وكان ثقة صدوقا، حافظا، عالما بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط، لازما للأثر، بعيدا من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة، مات ببغداد منصرفا من الحج.

قال ابن النجار: قرأت بخط شجاع الذهلي: أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد البزاز، حدثنا محمد بن طاهر بن علي المقدسي، أخبرنا عثمان بن محمد المحمي بنيسابور، فذكر حديثا.

أنبؤونا عن شهاب الحاتمي، أخبرنا أبو سعد السمعاني، سمعت من أثق به يقول: قال عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة، سريع النسخ، سريع المشي، وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب، وأشار إلى ابن طاهر، وكان بين يديه.

وبه قال السمعاني: وسمعت أبا جعفر الساوي يقول: كنت بالمدينة مع ابن طاهر، فقال: لا أعرف أحدا أعلم بنسب هذا السيد صلى الله عليه وسلم منى، وآثاره وأحواله.

وسمعت بعضهم يقول: كان ابن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريبا من سبعة عشر فرسخا.