للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنبؤونا عن عبد القادر الرهاوي، سمعت عبد الرحيم بن أبي الوفاء العدل، سمعت ابن طاهر الحافظ يقول: رحلت من طوس إلى أصبهان لأجل حديث أبي زرعة الرازي الذي أخرجه مسلم عنه ذاكرني به بعض الرحالة بالليل، فلما أصبحت، سرت إلى أصبهان، ولم أحلل عني حتى دخلت على الشيخ أبي عمرو، فقرأته عليه، عن أبيه، عن القطان، عن أبي زرعة، ودفع إلي ثلاثة أرغفة وكمثراتين، فما كان لي قوت تلك الليلة غيره، ثم لزمته إلى أن حصلت ما أريد، ثم خرجت إلى بغداد، فلما عدت، كان قد توفي.

قال ابن طاهر: كنت يوما أقرأ على أبي إسحاق الحبال جزءا، فجاءني رجل من أهل بلدي، وأسر إلي كلاما قال فيه: إن أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس، وقتل الناس بها، فأخذت في القراءة، فاختلطت علي السطور، ولم يمكني أقرأ، فقال أبو إسحاق: ما لك؟ قلت: خير، قال: لا بد أن تخبرني، فأخبرته، فقال: وكم لك لم تر أخاك؟ قلت: سنين، قال: ولم لا تذهب إليه؟ قلت: حتى أتم الجزء، قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث، قد تم المجلس، وصلى الله على محمد، وانصرف.