للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ السليماني: محمد بن نصر إمام الأئمة الموفق من السماء، سكن سمرقند، سمع يحيى بن يحيى، وعبدان، وعبد الله المسندي، وإسحاق، وله كتاب " تعظيم قدر الصلاة "، وكتاب " رفع اليدين "، وغيرهما من الكتب المعجزة. كذا قال السليماني، ولا معجز إلا القرآن. ثم قال: مات هو وصالح جزرة في سنة أربع وتسعين أنبأني أبو الغنائم القيسي وجماعة سمعوا أبا اليمن الكندي: أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا الجوهري، أخبرنا ابن حيويه، حدثنا عثمان بن جعفر اللبان، حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية، فركبت البحر أريد مكة، فغرقت، فذهب مني ألفا جزء، وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدا، وأخذني العطش فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء؟ ولا من أين راح؟.

وفي " الطبقات " لأبي إسحاق: ولد محمد بن نصر ببغداد، ونشأ بنيسابور، واستوطن سمرقند.

روي عنه أنه قال: لم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أغفيت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقلت: يا رسول الله، أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان، وقال: تقول رأي؟ ليس هو بالرأي، هو رد على من خالف سنتي. فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي.

قال أبو إسحاق: وصنف ابن نصر كتبا، ضمنها الآثار والفقه، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام، وصنف كتابا فيما خالف أبو حنيفة عليا وابن مسعود.

قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنف إلا كتاب: " القسامة " لكان من أفقه الناس، كيف وقد صنف سواه؟!