الأعمش: عن شقيق قدم معاذ من اليمن برقيق، فلقي عمر بمكة، فقال: ما هؤلاء؟ قال: أهدوا لي، قال: ادفعهم إلى أبي بكر، فأبى، فبات، فرأى كأنه يجر إلى النار وأن عمر يجذبه، فلما أصبح، قال: يا ابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك. إلى أن قال: فدفعهم أبو بكر إليه، ثم أصبح فرآهم يصلون، قال: لمن تصلون؟ قالوا: لله، قال: فأنتم لله.
ابن جريج: أنبأنا ابن أبي الأبيض، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب أن عمر بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو غيرهم، فقسم فيهم فيئهم حتى لم يدع شيئا، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته. وعن نافع قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة ومعاذ: انظروا رجالا صالحين، فاستعملوهم على القضاء وارزقوهم.
روى أيوب: عن أبي قلابة وغيره أن فلانا مر به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوصوني، فجعلوا يوصونه، وكان معاذ بن جبل في آخر القوم، فقال: أوصني يرحمك الله، قال: قد أوصوك فلم يألوا، وإني سأجمع لك أمرك: اعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك إلى الآخرة أفقر، فابدأ بنصيبك من الآخرة، فإنه سيمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه، ثم يزول معك أينما زلت.
روى حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن معاذ قال: ما بزقت على يميني منذ أسلمت.
قال أيوب بن سيار: عن يعقوب بن زيد، عن أبي بحرية قال: دخلت مسجد حمص فإذا بفتى حوله الناس، جعد، قطط، إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل.
حريز بن عثمان: عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع ; لأن الله تعالى يقول في كتابه: ولذكر الله أكبر.