نعيم بن حماد: حدثنا ابن المبارك، حدثنا محمد بن مطرف، حدثنا أبو حازم، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن مالك الدار أن عمر - رضي الله عنه - أخذ أربع مائة دينار، فقال لغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة، ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع. قال: فذهب بها الغلام فقال: يقول لك أمير المؤمنين: خذ هذه، فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها.
فرجع الغلام إلى عمر، وأخبره، فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل. فأرسله بها إليه، فقال معاذ: وصله الله يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، ولبيت فلان بكذا. فاطلعت امرأة معاذ، فقالت: ونحن والله مساكين، فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، فدحا بهما إليها. ورجع الغلام، فأخبر عمر، فسر بذلك، وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.
قرأت على إسحاق بن أبي بكر، أخبرك يوسف الحافظ، أنبأنا أبو المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن علي، حدثنا ابن قتيبة (ح) وأنبأنا أبو المعالي الغرافي، أنبأنا الفتح بن عبد الله، أنبأنا الأرموي، وابن الداية، والطرائفي، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا جعفر بن محمد، قالا: حدثنا يزيد بن موهب، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال: كان لا يجلس مجلسا إلا قال: الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون. فذكر الحديث، وفيه: فقلت لمعاذ: ما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه ; فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا. اللفظ لابن قتيبة.