وعن أبان بن عثمان: كان معاوية وهو غلام يمشي مع أمه هند، فعثر، فقالت: قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر، فقال: لم تقولين له؟ فوالله إني لأظنه سيسود قومه، قالت: لا رفعه إن لم يسد إلا قومه.
قال أسلم مولى عمر: قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم.
ابن إسحاق: عن أبيه: رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية كأنه فالج.
قال مصعب الزبيري: كان معاوية يقول: أسلمت عام القضية.
ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله العنسي، قال معاوية: لما كان عام الحديبية، وصدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البيت، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم. وعلم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيرا، وأظهرت إسلامي يوم الفتح، فرحب بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وكتبت له.
ثم قال الواقدي: وشهد معه حنينا، فأعطاه من الغنائم مائة من الإبل، وأربعين أوقية.
قلت: الواقدي لا يعي ما يقول، فإن كان معاوية كما نقل قديم الإسلام، فلماذا يتألفه النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ولو كان أعطاه، لما قال عندما خطب فاطمة بنت قيس: أما معاوية فصعلوك لا مال له.
ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي، قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين العرب.
عمرو بن مرة: عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، قال: كان معاوية يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.