أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا سالم بن صصري، أنبأنا أبو الفتح بن شاتيل، أنبأنا الحسين بن علي، أنبأنا عبد الله بن عبد الجبار، أنبأنا إسماعيل بن محمد، أنبأنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: لما بعث معاوية ببيعة ابنه يزيد إلى المدينة، كتب إليهم: إنه ليس عليكم أمير، فمن أحب أن يقدم علي فليفعل.
قال: فخرج عمرو وعمارة ابنا حزم، فدخل عليه عمرو، فقال: يا معاوية! إنه قد كان لمن قبلك بنون، فلم يصنعوا كما صنعت، وإنما ابنك فتى من فتيان قريش. . . فنال منه.
فبكى معاوية، ثم عرق فأروح فقال: إنما أنت رجل قلت برأيك بالغا ما بلغ، وإنما هو ابني وأبناؤهم، فابني أحب إلي من أبنائهم، ارفع حاجتك. قال: ما لي حاجة. فلقيه أخوه عمارة، فأخبره الخبر، فقال عمارة: إنا لله، ألهذا جئنا نضرب أكبادها من المدينة؟! قال: فأته، قال: فإنه ليكلمه، إذ جاء رسول معاوية إلى عمارة: ارفع حاجتك وحاجة أخيك. قال: ففعل، فقضاها.
لم يقع لنا حديث معمر أعلى من مثل هذا، وحديثه وافر في الكتب الستة، وفي " مسند أحمد "، ومعاجم الطبراني، ووقع لي من " جامعه " الجزء الأول والثاني والثالث.
قال الفسوي في " تاريخه ": سمعت زيد بن المبارك الصنعاني يقول: مات معمر في شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين ومائة كذا قال، بل قال إبراهيم بن خالد الصنعاني، فيما رواه عن ابن راهويه: مات معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة، فصليت عليه. وكذا ورخه في سنة ثلاث أحمد، وأبو عبيد، وشباب، والفلاس.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت أحمد وابن معين يقولان: مات سنة أربع وخمسين. وكذا أرخ الهيثم بن عدي، وعلي بن المديني، فالله أعلم.