قال أبو بكر الخطيب: يقال: إن أول من جمع المسند، وصنفه نعيم.
وقال أحمد: كان نعيم كاتبا لأبي عصمة - يعني نوحا - وكان شديد الرد على الجهمية، وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم.
قال صالح بن مسمار: سمعت نعيم بن حماد يقول: أنا كنت جهميا، فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث، عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.
يوسف بن عبد الله الخوارزمي: سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حماد، فقال: لقد كان من الثقات.
ابن عدي: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن سلام،
حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيى، سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: نعيم بن حماد معروف بالطلب، ثم ذمه يحيى وقال: يروي عن غير الثقات.
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن نعيم - فقال: ثقة. فقلت: إن قوما يزعمون أنه صحح كتبه من علي الخراساني العسقلاني، فقال يحيى: أنا سألته، فقلت: أخذت كتب علي الصيدلاني، فصححت منها؟ فأنكر، وقال: إنما كان قد رث فنظرت، فما عرفت ووافق كتبي، غيرت.
علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قال أبو زكريا: نعيم ثقة صدوق، رجل صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح خمسين ألف حديث، فقلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني، أي شيء هذه؟ فقال: يا أبا زكريا، مثلك يستقبلني بهذا؟! فقلت: إنما قلت شفقة عليك. قال: إنما كانت معي نسخ أصابها الماء، فدرس بعض الكتاب، فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي، فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط، فلا والله الذي لا إله إلا هو. قال أبو زكريا: ثم قدم علينا ابن أخيه، وجاءه بأصول كتبه من خراسان، إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه، فأما هو، فكان من أهل الصدق.