قلت: قد أخرجا في " الصحيح " من المرفوعات لمحمد عن أبي هريرة، عدة أحاديث، وانفرد كل منهما بأحاديث.
عبد الرحمن بن المبارك العيشي، عن سفيان بن حبيب قال: ربما سمعت هشام بن حسان يقول: سمعت عطاء. وأجيء بعد فيقول: حدثني الثوري. وقيس عن عطاء هو ذاك بعينه. قلت له: اثبت على أحدهما. فصاح بي. قلت: عطاء هو ابن السائب، ويجوز أن يكون عطاء بن أبي رباح. وقوله: وقيس وهم. وإنما هو فيما أرى عن قيس وهو ابن سعد المكي.
قال أحمد: هشام صالح، وهو أحب إلي من أشعث وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن هشام بن حسان قال: عندي لا بأس به. وما تكاد تنكر عليه شيئا إلا وجدت غيره قد رواه إما أيوب، وإما عوف.
وروى عباس عن ابن معين قال: لا بأس به. وروى عثمان بن سعيد، عن ابن معين: هو أحب إلي من جرير بن حازم. وقال عثمان: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: يزيد بن إبراهيم أثبت عندنا من هشام بن حسان وقال العجلي: هشام بصري ثقة، حسن الحديث. يقال: إن عنده ألف حديث حسن ليست عند غيره. ورأيت بعضهم قال: له نحو مائتي حديث. فكأنه أراد المسند. وقال أبو حاتم: كان صدوقا، وكان يتثبت في رفع الأحاديث عن ابن سيرين.
وقال أيضا: يكتب حديثه. قلت: قد علمت بالاستقراء التام أن أبا حاتم الرازي إذا قال في رجل: يكتب حديثه -أنه عنده ليس بحجة.
قال عمرو بن علي الصيرفي: كان هشام من البكائين. سمعت أبا عاصم يقول: رأيت هشام بن حسان -وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- والجنة، والنار- بكى حتى تسيل دموعه على خديه.
الرمادي، عن عبد الرزاق قال: كان هشام بن حسان يقول لإنسان: إذا دخل عبيد الله، فآذني. قال: فجاء عبيد الله فجلس إليه هشام، فلما قام هشام قال عبيد الله: هذا يرى اليوم أنه أعلم أهل المشرق.