وقال صالح أيضا: كنت شارطت هشاما أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطا. فكان إذا جاء الليل، أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلى العتمة، يقعد وأقرأ عليه، فيقول: يا صالح، ليس هذه ورقة، هذه شقة.
الإسماعيلي: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار، قال: كان هشام بن عمار يلقن، وكان يلقن كل شيء ما كان من حديثه. فكان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا. وقال الله تعالى: فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه قال: وكان يأخذ على كل ورقتين درهما. ويشارط، ويقول: إن كان الخط دقيقا، فليس بيني وبين الدقيق عمل. وكان يقول: وذاك أني قلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفط، فلا تلقن ما يلقن، فاختلط من ذلك، وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أن تعلم، فأدخل إسنادا في شيء، فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنها، فكان يمر فيها يعرفها.
قال أبو بكر المروذي: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف.
خيثمة: سمعت محمد بن عوف، يقول: أتينا هشام بن عمار في مزرعة له، وهو قاعد على مورج له، وقد انكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ، غط عليك. فقال: رأيتموه؟! لن ترمد عينكم أبدا، يعني: يمزح.