وقال سلم بن ميمون الخواص، عن مسلم الزنجي، قال: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لا يرقد على فراش، وعشرين سنة لم يجعل بين العتمة والصبح وضوءا. .
وروى عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، قال: رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال: لك الحمد السرمد، حمدا لا يحصيه العدد، ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما أنت له أهل، وكما هو لك علينا حق. .
وروى عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال: كان وهب يحفظ كلامه كل يوم، فإن سلم أفطر، وإلا طوى.
قال عبد الصمد بن معقل، قال الجعد بن درهم: ما كلمت عالما قط إلا غضب، وحل حبوته غير وهب.
معمر، عن سماك بن الفضل، قال: كنا عند عروة بن محمد الأمير، وإلى جنبه وهب، فجاء قوم فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئا قبيحا، فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال الدم، فضحك عروة واستلقى وقال: يعيب علينا وهب الغضب وهو يغضب! قال: وما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام، يقول تعالى: فلما آسفونا انتقمنا منهم.
وروى إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قيل لوهب: إنك يا أبا عبد الله كنت ترى الرؤيا، فتحدثنا بها فتكون حقا! قال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.
وعن وهب: الدراهم خواتيم الله في الأرض، فمن ذهب بخاتم الله قضيت حاجته.
ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: دخلت على وهب داره بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا. فقال: وأنا والله.
أحمد، عن عبد الرزاق: سمعت أبي يقول: حج عامة الفقهاء سنة مائة، فحج وهب، فلما صلوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن، وهم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فافتن في باب من الحمد، فما زال فيه حتى طلع الفجر، فافترقوا ولم يسألوه عن شيء.