للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حماد بن سلمة، عن أبي سنان عيسى بن سنان: سمعت وهبا يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء ; في كلها: من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر. فتركت قولي.

أبو أسامة، عن أبي سنان: سمعت وهبا يقول لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إليها، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم، فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم.

وعنه، قال: احفظوا عني ثلاثا: إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وإعجاب المرء بنفسه.

وعنه: دع المراء والجدل ; فإنه لن يعجز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك؟! ورجل أنت أعلم منه، فكيف تعادي وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك؟!

أبو عاصم النبيل: حدثني أبو سلام، عن وهب بن منبه، قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.

وعن وهب: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم، ويخلو ليغنم.

الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.

ثلاث من كن فيه أصاب البر: السخاء، والصبر على الأذى، وطيب الكلام.

أبو اليمان، عن عباس بن يزيد، قال: قال وهب بن منبه: استكثر من الإخوان ما استطعت ; فإن استغنيت عنهم لم يضروك، وإن احتجت إليهم نفعوك. .

وعن وهب: إذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك.

ابن المبارك، عن وهيب بن الورد، قال: جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس. قال: لا تفعل ; إنه لا بد لك من الناس، ولا بد لهم منك، ولهم إليك حوائج ولك نحوها ; ولكن كن فيهم أصم سميعا، أعمى بصيرا، سكوتا نطوقا.