قلت: قد كان يحيى بن آدم من كبار أئمة الاجتهاد، وقد كان عمر كما قال في زمانه، ثم كان علي وابن مسعود، ومعاذ، وأبو الدرداء، ثم كان بعدهم في زمانه زيد بن ثابت، وعائشة، وأبو موسى، وأبو هريرة، ثم كان ابن عباس، وابن عمر، ثم علقمة، ومسروق، وأبو إدريس، وابن المسيب، ثم عروة، والشعبي، والحسن، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وطاوس، وعدة، ثم الزهري، وعمر بن عبد العزيز، وقتادة، وأيوب، ثم الأعمش، وابن عون، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، ثم الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومعمر، وأبو حنيفة، وشعبة، ثم مالك، والليث، وحماد بن زيد، وابن عيينة، ثم ابن المبارك، ويحيى القطان، ووكيع، وعبد الرحمن، وابن وهب، ثم يحيى بن آدم، وعفان، والشافعي وطائفة، ثم أحمد، وإسحاق، وأبو عبيد، وعلي بن المديني، وابن معين، ثم أبو محمد الدارمي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وآخرون من أئمة العلم والاجتهاد.
قال دعلج السجزي: حدثنا محمد بن أحمد البراء، سمعت علي بن عبد الله يقول: نظرت، فإذا الإسناد يدور على ستة - يعني الأسانيد الصحاح - قال: فلأهل المدينة ابن شهاب الزهري، ولأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل البصرة قتادة، ويحيى بن أبي كثير، ولأهل الكوفة أبو إسحاق، والأعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف، فمن المدينة مالك، وابن إسحاق، ومن مكة ابن جريج وابن عيينة، ومن البصرة ابن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وشعبة، وأبو عوانة، ومعمر، وقد سمع معمر من الستة، ومن الكوفة سفيان الثوري، ومن الشام الأوزاعي، ومن واسط هشيم.
قلت: أغفل حماد بن زيد، والليث، وما هما بدونهم.
قال: ثم انتهى علم هؤلاء إلى يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم.
قلت: نسي ابن المبارك، ووكيعا، وابن وهب، وهم من بحور العلم.