قال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا وهيب، قال: قدمت المدينة فلم ألق بها أحدا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك. الحاكم: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا يحيى بن أحمد الهروي، أن محمد بن حفص حدثهم، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، حدثني أبو عيسى وغيره، أن قوما كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة، فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد الأنصاري، فكتب إليه يحيى أن يحضر، فأتوه بكتاب يحيى، فانتهرهم وأبى، فجاءوا إلى يحيى، فقام مغضبا يريد المسيب، فوافقه قد ركب وبين يديه نحو المائتين من الخشابة، فلما رأوا القاضي، أفرجوا له، فأتى المسيب فأخذ بحمائل سيفه، ورمى به إلى الأرض، ثم برك عليه يخنقه، قال: فما خلص حمائل السيف من يده إلا أبو جعفر بنفسه. قلت: هكذا فليكن الحاكم، ومتى خاف الحاكم من العزل لم يفلح، وفي ثبوت هذه الحكاية نظر.
الحسن بن عيسى بن ماسرجس: حدثنا جرير قال: سألت يحيى بن سعيد، وما رأيت شيخا أنبل منه، فذكر تفضيل الشيخين، وقد مر.
قال حماد بن زيد: كان يحيى بن سعيد، يقول في مجلسه: اللهم سلم سلم.
وقال يحيى: كان عبيد الله بن عدي بن الخيار، يقول في مجلسه: اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا. ابن بكير: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد قال: أهل العلم أهل وسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلل هذا، ويحرم هذا، وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل، فإذا فتح لها بابها، قال: ما أهون هذه.
يعقوب بن كاسب: حدثنا بعض أهل العلم، قال: سمعت صائحا يصيح في المسجد الحرام أيام مروان: لا يفتي الحاج في المسجد إلا يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس.