للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن وهب، عن مالك، عن يحيى قال: قلت لسالم بن عبد الله: أسمعت هذا من ابن عمر؟ فقال: مرة واحدة، نعم أكثر من مائة مرة. وبه عن يحيى قال: لأن أكون كتبت كل ما أسمع أحب إلي من أن يكون لي مثل ما لي.

قال أبو سعيد الحنفي: سمعت يزيد بن هارون يقول: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثة آلاف حديث، فمرضت مرضة، فنسيت نصفها، فقال فتى من القوم: رويدا، ليتك مرضت الثانية فنسيتها كلها، فنستريح منك. رواها الحاكم ولا أعرف الحنفي. كان يحيى بن سعيد القطان يقدم يحيى بن سعيد الأنصاري على الزهري، لكونه رآه، ولم ير الزهري.

قال أحمد العجلي: كان يحيى بن سعيد رجلا صالحا فقيها ثقة، وقال الثوري: كان حافظا وقال ابن عيينة: محدثوا الحجاز ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وابن جريج. وروى أبو أويس، عن يحيى بن سعيد، قال: صحبت أنس بن مالك إلى الشام. وروى محمد بن سلام الجمحي، قال: كان يحيى بن سعيد خفيف الحال، فاستقضاه المنصور، فلم يتغير حاله، فقيل له في ذلك، فقال: من كانت نفسه واحدة، لم يغيره المال.

وقال أحمد العجلي: قال يزيد بن هارون: قلت ليحيى بن سعيد: كم تحفظ؟ قال: ستمائة، سبعمائة. قلت: هذا يوضح لك ضعف القول المار عن يزيد، ولا كان يحيى بن سعيد عنده ثلاثة آلاف حديث قط. وعن يحيى القطان قال: هو مقدم على الزهري ; لأن الزهري اختلف عليه، ويحيى لم يختلف عليه. وأما علي بن المديني فقال: له نحو من ثلاثمائة حديث، فكأنه عنى المسند من حديثه، أو الذي اشتهر له. سليمان بن حرب، سمعت حماد بن زيد يقول: ليس لأحد عندي كتاب، ولو كان، لسرني أن يكون ليحيى بن سعيد الأنصاري. قلت: توفي بالهاشمية بقرب الكوفة، وله بضع وسبعون سنة، سنة ثلاث وأربعين ومائة.