قال الحاكم: سمعت أبي: سمعت أبا عمرو العمروي والي البلد يقول: بينا أنا نائم ذات ليلة على السطح، إذ رأيت نورا يسطع إلى السماء من قبر في مقبرة الحسين، كأنه منارة بيضاء، فدعوت بغلام لي رام، فقلت: ارم ذاك القبر الذي يسطع منه النور، ففعل، فلما أصبحت، بكرت بنفسي، فإذا النشابة في قبر يحيى بن يحيى - رحمة الله عليه.
قال النسائي: ثقة ثبت.
وقال أحمد بن سيار المروزي: يحيى بن يحيى من موالي بني منقر، كان ثقة، حسن الوجه، طويل اللحية، خيرا، فاضلا، صائنا لنفسه.
وقال النسائي أيضا: يحيى بن يحيى النيسابوري الثقة المأمون.
قال عثمان بن سعيد الدارمي: ذهبت يوما أحكي ليحيى بن يحيى بعض كلام الجهمية لأستخرج منه نقضا عليهم، وفي مجلسه يومئذ حسين بن عيسى البسطامي، وأحمد بن الحريش القاضي، ومحمد بن رافع، وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب، وغيرهم من المشايخ، فزبرني يحيى بغضب، وقال: اسكت، وأنكر على أولئك استعظاما أن أحكي كلامهم، وإنكارا.
وقال نصر بن زكريا بإسبيجاب سمعت محمد بن يحيى الذهلي: سمعت يحيى بن معين يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله. فقلت ليحيى: الرجل ينفق ماله، ويتعب نفسه، ويجاهد، فهذا أفضل منه!؟ قال: نعم، بكثير.
قال إبراهيم بن إسحاق الغسيلي: حدثني صالح بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى.
وقال أبو العباس السراج: سمعت النبيل أبا الطيب المكفوف - وقد جالس يحيى بن يحيى - يقول: قال لي إسحاق بن راهويه يوما: أصبح يحيى بن يحيى إمام أهل الشرق والغرب.
قلت: لم يكن بخراسان بعده مثله إلا إسحاق، ولا بعد إسحاق مثل الذهلي، ولا بعد الذهلي كمسلم، ولا بعد مسلم كمحمد بن نصر المروزي، ولا بعد ابن نصر كابن خزيمة، ولا بعده كأبي حامد بن الشرقي، ولا بعده كأبي بكر الصبغي.