وأنكر منه حديث الرايات فقال أبو جعفر العقيلي: حدثناه محمد بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن عون، أنبأنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه فتية من قريش فتغير لونه. فقلنا: يا رسول الله إنا لا نزال نرى في وجهك الشيء تكرهه؟ فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا، حتى يجيء قوم من هاهنا -وأومأ بيده نحو المشرق- أصحاب رايات سود، يسألون الحق ولا يعطونه مرتين أو ثلاثا، فيقاتلون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يملؤها عدلا، كما ملئت ظلما وجورا، فمن أدرك ذلك منكم، فليأته ولو حبوا على الثلج قال أحمد بن حنبل: حديثه في الرايات ليس بشيء.
قلت: وقد رواه عنه أيضا محمد بن فضيل، قال الحافظ أبو قدامة السرخسي: حدثنا أبو أسامة قال: حديث يزيد عن إبراهيم في الرايات لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته. قلت: معذور والله أبو أسامة، وأنا قائل كذلك، فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات، فالآفة منه عمدا أو خطأ.
محمد بن آدم المصيصي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان الرازي، عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قال: من شرب الخمر، لم تقبل له صلاة سبعا، فإن مات فيهن مات كافرا، وإن هي أذهبت عقله عن شيء من القرآن، لم تقبل له صلاة أربعين يوما وإن مات فيهن مات كافرا وهذا أيضا شبه موضوع، ولو علم شعبة أن يزيد حدث بهذه البواطيل، لما روى عنه كلمة.
روى جرير عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين وأنا ابن أربع عشرة سنة، أو خمس عشرة سنة. وقال مطين مات سنة سبع وثلاثين ومائة.