نبذة تاريخية. البصرة مدينة عراقية قديمة مشهورة شيدها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة ١٤ وقيل ١٥هـ عند ملتقى دجلة والفرات. ويعرف ملتقاها بشط العرب. وكان قصد عمر بن الخطاب بذلك أن يتخذ للمسلمين مدينة يشتون بها ويستريحون من غزواتهم في بلاد الفرس. وقيل أن سبب تسميتها بالبصرة هو أن عتبة بن غزوان كتب إلى الخليفة عمر يستأذنه في تمصيرها ووصفها له بقوله (إني أرى أرضا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء). فقال عمر (هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمراعي والمحتطب). ومعنى البصرة في اللغة العربية الأرض الغليظة الصلبة ذات الحجارة الصلبة.
شهدت البصرة على مدى تاريخها أحداثا تاريخية مهمة. ففي عام ٣٥هـ كانت فيها وقعة الجمل الشهيرة بين علي وعائشة (رضي الله عنهما). ودخلت البصرة عام ٧٥هـ في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي. وسنة ١٠١هـ دخلها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. واستمرت الأحداث تتوالى على البصرة بمرور الزمن. وكانت في تلك الحروب والتقلبات قد خربت وأنشئت في مكان يبعد عن مركزها الأول ١٤ كيلومترا إلى الشمال الغربي. وكان إنشاؤها في القرن الرابع عشر الميلادي.
وكانت البصرة في الماضي من أشهر المدن وأكثرها أدبا وعلما وتجارة وعزا وأجلها شأنا وأبهجها مركزا ولا سيما في أيام العباسيين الذين زادوا في عمارتها وشادوا فيها الأبنية الجميلة من صروح ومقاصير ومساجد. وكانت بعد بغداد في الأهمية والذكر. وكانت مركز التجارة بين العراق والبلاد الأخرى.
عرفت البصرة أيضا بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الرابع للهجرة مدرسة شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا.