تاريخ الحسكة يرتبط في عراقته بتاريخ بلاد ما بين النهرين حيث قسم المؤرخون عالم هذه البلاد إلى سومر وأكاد في الجنوب الشرقي، وعيلام في الشمال الشرقى وعمورو بلاد العموريين في الجنوب الغربي، وسوبارتو في الشمال الغربى، ويقع وادي الخابور ضمن مملكة سوبارتو التي كانت تمتد من مدينة عيلام في بلاد الرافدين إلى جبال طوروس، وقد عثر في لوحات جغرافية محفوظة في المكتبة الملكية لآشور بانيبال على لفظة "سوبارتو التي كانت مهد المدنية وحضارات قديمة متلاحقة، حيث خضعت المنطقة للحثيين الذين استولوا تدريجيا على القسم الغربى من سوبارتو، وبعدهم حكمها الميتانيون الذين أسسوا دولة في الجزيرة جعلوا عاصمتها مدينة "واشوكاني"، عند ينابيع الخابور، إلا أن الآشوريين قوضوا الدولة الميتانية، ودمروا عاصمتها واشوكاني، من غير أن يتمكنوا من الاستقرار وذلك بسبب الحروب المتواصلة بينهم وبين الحيثيين وشعوب أخرى، مما مهد لظهور الدولة الآرامية في منطقة الجزيرة، حيث استطاع أحد الشيوخ الآراميين بناء دولة جديدة على أنقاض دولة ميتاني المنهارة فاختار مدينة "غوزانا" في تل حلف عاصمة لدولته، ثم عاد الآشوريون في غزوة ثانية للمنطقة وتمكن "تغلات فلاصر الأول" من تدمير غوزانا، إلا أن الآراميين ما لبثوا أن حسروا نفوذ الآشوريين من جديد، وأعادوا بناء دولة آرامية جديدة تحت حكم "أبي سلمو" رئيس غوزانا، وهو الاسم الذي أطلق على بلاد الخابور في العهد الآشوري، ثم عاد الآشوريون مرة أخرى لإخضاع المنطقة، إلى أن قضى عليهم الفرس الميديون عام ٦٠٦ ق. م. وفى عام ٣٣٢ ق. م، تمكن اليونانيون بقيادة الإسكندر المقدوني من فتح البلاد، ثم حل محلهم الرومان عام ٦٤ ق. م، حيث كان لمدينتي نصيبين ورأس العين شأن كبير في عهد الإمبرطور "تيودريوليوس.