أما حضاريا فتشير المصادر التاريخية إلى أن الاستقرار البشري في محافظة الحسكة يعود إلى الألف الثامن ق. م. وقد لعبت جغرافية المنطقة الخصبة دورا هاما في اجتذاب الشعوب السوبارتية والأكادية والآمورية والحورية والحيثية والميتانية والآشورية والآرامية والإغريقية والرومانية والفارسية والعربية، مما جعل حضارة المنطقة التي ترتقي في القدم إلى ما قبل الألف السادس ق. م، حيث تتسم بالغنى والتنوع، وهو ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة، وتكاد أغلب المواقع الأثرية تتوضع في التلال المنتشرة على ضفتي الخابور. وقد وثقت أغلب الأوابد ومراكز الاستيطان في النصوص المسمارية والآشورية القديمة ومن أشهر المواقع الأثرية المكتشفة: تل حلف "غوزانا": ويقع جنوبي مدينة رأس العين، وفيه أظهرت التنقيبات طبقات حضارية ومنحوتات بازلتية كانت تزين جدران مبانى المعبد والقصر، كما عثر على لقى فخارية ومجموعات من الخزف الملون تعود إلى الألفين الرابع والخامس ق. م. تل براك "ناجار": يرجح بعض الآثاريين أن يكون اسم موقع تل براك مستمد من "لاكورس بيراكى" المدون في لوحة بوتغنر لأسماء المدن والمواقع الشهيرة للإمبراطورية الرومانية، حيث أظهرت الحفريات ست طبقات حضارية متعاقبة وأبنية مثل معبد العيون قصر الملك "نارام سين" كما أظهرت لقى فخارية وتماثيل وأختاما أسطوانية ذات دلالات أسطورية