للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحتوي القدس الغربية على مبان عصرية وصناعات حديثة، وتوجد فيها الجامعة العبرية. وهناك بعض المواقع الأثرية في القدس الغربية، أهمها مبنى على جبل صهيون، يضم ما يظن أنّه قبر نبي الله داود، ويضم كذلك ما يسمى بقاعة العشاء الأخير، وهي القاعة التي يقال: إن السيد المسيح، عليه السلام، قد تناول فيها آخر عشاء له.

المدينة القديمة: يمتد تاريخ القدس القديم إلى أكثر من ٤,٠٠٠ سنة، ولقد غزاها البابليون عام ٥٨٦ أو ٥٨٧ ق. م، وسيطروا عليها إلى أن سقطت مملكتهم على أيدي الفرس. وفي عام ٦٣ ق. م، سقطت المدينة في أيدي الرومان. قوبل الرومان بثورات عديدة كان من أهمها الثورة التي اندلعت عام ٦٦م، إذ تمكن اليهود من السيطرة على القدس حتى عام ٧٠ م. بعد ذلك عاد الرومان، وأحرقوا معبد اليهود في المدينة. واستمر الصراع على المدينة، حتى أصبحت جزءا من الإمبراطورية البيزنطية عام ٣٩٥م.

خلال القرن السابع الميلادي، تبادلت السيطرة على القدس ثلاث قوى مختلفة هي: الفرس، والبيزنطيون، والمسلمون. حين فتح المسلمون القدس سنة ١٥ هـ، ٦٣٦م، اشترط سكانها أن يكون تسليم المدينة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاءها عمر وتسلم مفاتيحها من صفرونيوس بطريرك القدس. وشهد على العهد الذي أبرمه معهم من كبار الصحابة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. ولقد شيّد المسلمون قبة الصخرة عام ٧٢هـ، ٦٩١م، فوق المكان الذي عرج منه بالرسول بصحبة جبريل في ليلة الإسراء والمعراج.

شهدت المدينة صراعات متعددة بين جيوش إسلامية متنافسة، استمرت على فترات متقطعة، خلال القرن العاشر والقرن الحادي عشر الميلاديين. وفي عام ٤٩٣هـ، ١٠٩٩م، غزاها الصليبيون، وسيطروا عليها. استعاد المسلمون القدس عام ٥٨٣هـ، ١١٨٧م بعد هزيمة الصليبيين، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.