للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصبحت القدس تحت حكم الأتراك عام ٩٢٣هـ، ١٥١٧م، وكان معظم سكانها عندئذ من المسلمين، بينما كان عدد النصارى يفوق عدد اليهود في المدينة. لكن في ديسمبر ١٩١٧م، دخلت الجيوش البريطانية المدينة، وسيطرت عليها تماما بعد طرد الأتراك. وبعد شهر واحد فقط من دخول البريطانيين القدس، قامت الحكومة البريطانية بإصدار وعد بلفور، الذي تعهدت فيه بتأييد إقامة وطن لليهود. ثم وضعت القدس، وسائر أرجاء فلسطين تحت الوصاية، وكان ذلك عام ١٩٢٠م. وفي عام ١٩٢٢م، وافقت عصبة الأمم على تلك الوصاية، كما وافقت أيضا على وعد بلفور. تبع ذلك زيادة مطّردة في هجرة اليهود إلى فلسطين خاصة خلال العشرينيات، والثلاثينيات من القرن العشرين. ولقد تزامن ذلك مع ازدياد قوة وفعالية الحركة الصهيونية العالمية.

ازداد الشعور المناهض للصهيونية بين عرب فلسطين الذين يمثلون سكان المنطقة الأصليين. وثار العرب مطالبين بإنشاء دولة فلسطينية عربية على أرض فلسطين. تصاعد العنف كثيرا، مما اضطر بريطانيا عام ١٩٤٧م، للتقدم بطلب إلى الأمم المتحدة، لاتخاذ ما تراه مناسبا حيال الأوضاع الملتهبة في فلسطين. وفي نهاية ذلك العام، اتخذت الأمم المتحدة قرارا تم بموجبه إنهاء الوصاية البريطانية على فلسطين، كما تمّ أيضا اتخاذ قرار بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، على أن تبقى مدينة القدس تحت سيطرة الأمم المتحدة.

رفضت الدول العربية قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، ودخلت جيوشها في حرب طاحنة ضد اليهود. لكن في نهاية عام ١٩٤٨م، تمكنت القوات اليهودية من وقف زحف الجيوش العربية، والسيطرة على الأجزاء الغربية من فلسطين، بما فيها الجزء الغربي من مدينة القدس. أما الجزء الشرقي من المدينة، فقد بقي تحت سيطرة الأردنيين. بعد ذلك أعلن قيام دولة إسرائيل، وأعلنت القدس عاصمة لها، لكن معظم دول العالم لم تعترف بذلك الإعلان.