دخلت المدينة بعد الهجرة مرحلة جديدة تماما من تاريخها، فقد تجددت وظيفتها بما ضمن لها الدوام والاستمرار كمدينة مقدسة مرموقة، تجذب إليها الناس من شتى الأقطار. صارت عاصمة للدولة الإسلامية المتطلعة إلى آفاق عالمية، ثم العاصمة السياسية للدولة الكبرى التي ورثت إمبراطوريتين عريقتين (الفرس والروم). تدفقت عليها أموال الغنائم والمكوس والجزية، وأصبحت معظم طرق التجارة تحت سيطرتها وإدارة حكامها. اتخذت المدينة مكانتها باعتبارها ثانية المدن الإسلامية في الأهمية بما تضمه من مسجد الرسول وبما شهدته من أحداث ذات صلة وثيقة بانتصار الدعوة.