وفي أواخر القرن الثامن الميلادي، صارت النمسا تحت حكم شارلمان ملك الفرانكيين (الفرنجة)، وبانهيار حكم الفرنجة في القرن العاشر الميلادي، أغارت قبائل مجرية على النمسا واستقرت فيها أيضا. وعام ٩٥٥م، تحولت النمسا إلى حكم أوتو الأول ملك ألمانيا إذ إنه استطاع هزيمة تلك القبائل المجرية، وعام ٩٦٢م، صار أوتو إمبراطورا على مايعرف بالإمبراطورية الرومانية المقدسة، وظلت النمسا جزءا منها حتى زوالها أي زوال الإمبراطورية عام ١٨٠٦م.
عائلة هابسبيرج. انتخب أمراء ألمانيا عام ١٢٧٣م رودلف الأول أحد أعضاء عائلة هابسبيرج السويسرية، إمبراطورا للإمبراطورية الرومانية المقدسة وآلت النمسا إلى حكمه، بل إنها صارت جزءا رئيسيا من أراضي إمبراطورية الهابسبيرج الذين سرعان ماانقسموا إلى قسمين بحلول عام ١٥٥٦م إذ تنازل الإمبراطور تشارلز الخامس عن عرش أسبانيا، وعن لقب إمبراطور. فصار القسم الأسباني يحكمه ابن تشارلز الخامس، والقسم النمساوي يحكمه أخوه الإمبراطور فرديناند الأول، وهو الذي قضى معظم حكمه في حرب الأتراك العثمانيين الذين كانوا قد سيطروا على معظم المجر، وحاصروا فيينا مرتين.
كانت فترة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين فترة حروب مستمرة في أراضي عائلة هابسبيرج. فهناك حروب حول تولي عرش أسبانيا، وحروب أندلعت لأسباب أخرى. واستطاعت النمسا أثناء تلك الحروب أن تفرض سلطاتها على بلجيكا، وبعض المواقع في إيطاليا، كما استطاع تشارلز، دوق النمسا عام ١٧١١م أن يفرض نفسه إمبراطورا على الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأن يفرض ابنته ماريا تيريزا في ١٧٢٤م وريثة له رغم القوانين التي كانت تمنع حكم النساء، الأمر الذي أدى إلى مزيد من الحروب بين عامي ١٧٤٠ - ١٧٤٨م.