ثم تلت هذه الحركة حركة السلاف القومية بقيادة صربيا المطالبة بالحكم الذاتي. وفي غمرة هذه الحركة عام ١٩١٤م، اغتال أحد الصربيين ولي عهد الدولة النمساوية المجرية، وكان ذلك بداية الحرب العالمية الأولى التي انحازت فيها النمسا إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء، ومعلوم أن تلك الحرب انتهت بهزيمة النمسا وألمانيا، وبإنهاء حكم الهابسبيرج، وإعلان الجمهورية النمساوية في ١٢ نوفمبر ١٩١٨م، وبحرمان النمسا من أمل الوحدة مع ألمانيا، وهو الأمل الذي كان يصبو إليه أكثر أهل النمسا.
عانت النمسا مصاعب جمة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أهمها النزاع الشديد بين حزبيها الرئيسيين: الحزب المسيحي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، إذ كان لكل منهما جيشه الخاص، الأمر الذي أدى إلى وقوع حروب بينهما وبين الحزب النازي النمساوي الذي كان يطالب بوحدة النمسا وألمانيا.
في فبراير ١٩٣٤م، تغلب الحزب المسيحي الاشتراكي بقيادة دول فوس على خصمه، وحكم النمسا، وقد حكم دول فوس دكتاتورا معارضا للوحدة مع ألمانيا، ولكن النازيين اغتالوه في يوليو ١٩٣٤م. في عام ١٩٣٨م، استولت القوات الألمانية على النمسا، وأعلن أدولف هتلر وحدة البلدين، فربط مصير النمسا بمصيره ومصير ألمانيا وذلك عندما أدخلها الحرب العالمية الثانية.
بعد الحرب العالمية الثانية. قسمت النمسا بعد الحرب إلى مناطق محتلة من قبل أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا وروسيا. وفي عام ١٩٥٥م، أنهي احتلال النمسا شريطة أن تبقى دوما محايدة، وانضمت للأمم المتحدة. تعاقبت أحزاب النمسا الرئيسية على حكمها حتى عام ١٩٨٧م، أحيانا منفردة، وأخرى مؤتلفة.