النمسا اليوم. مازالت النمسا تمثل في وضعها الحيادي جسرا لتبادل الأفكار بين شطري أوروبا الغربية والشرقية. واكتسبت فيينا العاصمة أهمية عالمية جديدة بفضل موقعها الاستراتيجي، فصارت مثلا مقرا لعدة لجان ووكالات تابعة للأمم التحدة، من ذلك، الوكالة العالمية للطاقة الذرية، وقد أشار انتخاب كورت فالدهايم السكرتير العام السابق لهيئة الأمم المتحدة إلى نجاح السياسة الحيادية التي تتبعها النمسا. وكان فالدهايم قد انتخب رئيسا للنمسا عام ١٩٨٦م، إلا أنه واجه حملة كبيرة اتهمته بالتورط في بعض الأعمال الوحشية التي قام بها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية. دفع فالدهايم هذا الاتهام واستمر رئيسا حتى عام ١٩٩٢م عندما خلفه فرانيتسكي. وكان الحزب الاشتراكي قد غيّر اسمه إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام ١٩٩١م. حافظ الاتئلاف المكون من الحزب الاشتراكي وحزب الشعب على تقدمه في الانتخابات التي أجريت في عامي ١٩٩٠ و١٩٩٤م. انضمت النمسا إلى الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير عام ١٩٩٥م، وقد كانت النمسا عضوا في منظومة اتحاد التجارة الحرة الأوروبي في الفترة بين عامي ١٩٦٠ و ١٩٩٤م. وفي عام ١٩٩٧م قدم المستشار فرانيتسكي استقالته، وأصبح زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي فكتور كليما مستشارا للبلاد.