وتتميز بيروت بتعدد أنشطتها الاقتصادية، وبخاصة التجارة والنقل والاتصالات والصناعة والأعمال المصرفية. وتعدّ أهم المراكز الاقتصادية للشرق العربي كله. ويفسر ذلك بوقوع المدينة في قلب الدولة، وامتلاكها شبكة جيدة من طرق النقل والاتصالات تجعلها محطة مهمة ليس للبنان وحدها وإنما للدول الأخرى المجاورة وبخاصة سوريا والعراق والأردن، ويؤدي ميناؤها دورا مهما في تجارة الترانزيت بالنسبة لهذه الدول كما حدث عند إغلاق قناة السويس عام ١٩٦٧م، إلى جانب أهميته بالنسبة لمنطقة جنوب غربي سوريا.
ويمر في ميناء بيروت حوالي ٤٥ مليون طن في السنة من السلع والبضائع الصادرة والواردة، منها عشرة ملايين طن عن طريق الميناء الحر.
وكان ميناء بيروت يعاني صعوبات الاتصال بداخل البلاد أواخر القرن التاسع عشر، ولكن تم التغلب على ذلك بوساطة شبكة من الطرق والسكك الحديدية في منطقة ظهر البيدر، مما أدى إلى وقوع المدينة في مركز وسط بين سوريا والأردن، فصارت أكبر ميناء في منطقة بلاد الشام، والمركز التجاري الرئيسي الذي يقوم بتصريف تجارة هذه البلاد إلى جانب تجارة لبنان ذاتها.
ترتبط بيروت بغيرها من المدن الأخرى داخل لبنان بوسائل نقل سهلة وبشبكة جيدة من الطرق، كما ترتبط بالمدن السورية الكبيرة بشبكة جيدة من الطرق مثل: دمشق وحلب وحمص وحماة في سوريا، وبالعاصمة العراقية بغداد بالطريق الصحراوي المهم الذي يبدأ من دمشق، مما يزيد من أهميتها التجارية بالنسبة لهذه البلاد.
وتعدّ بيروت مركزا سياحيا مهما ليس على المستوى العربي واللبناني وحده وإنما على المستوى الدولي كذلك، بفضل مميزات مناخها المعتدل، وبفضل التسهيلات والخدمات العديدة التي تقدّم للسياح العرب والأجانب، إلى جانب المنطقة الحرة بمبانيها وأسواقها المفتوحة العامرة بكل بضائع العالم، ومطارها الدولي الكبير.