يتركز في مدينة بيروت وضواحيها القريبة من منطقة الجبل نشاط صناعي كبير، ففيها يوجد ٨% من مجموع المؤسسات الصناعية في لبنان، أعيد تجديد معظمها بعد أن تعرض أكثر من نصفها للتدمير خلال الحرب الأهلية اللبنانية. كما يضم ميناء بيروت منطقة صناعية حرة تسهم فيها رؤوس الأموال الأجنبية وتضم العديد من الصناعات اللبنانية المهمة.
وإلى جانب ذلك كله كانت مدينة بيروت مركزا ثقافيا مهما سواء بالنسبة للبنان وحدها أو بالنسبة للشرق العربي كله، وقد بدأت تستعيد تلك الأهمية بعد انتهاء الحرب. وما تزال في بيروت معظم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في لبنان، ويبلغ عددها ١٥ مؤسسة، كما تضم ثماني مكتبات عامة، وخمسة متاحف عامة ووطنية، وبها أربع من الجامعات اللبنانية؛ أقدمها الجامعة الأمريكية التي تأسست عام ١٨٦٥م (١٢٨١هـ)، وجامعة القديس يوسف، والجامعة اللبنانية، وجامعة بيروت العربية التي تتبع جامعة الإسكندرية في مصر. كما يوجد ببيروت سبع كليات جامعية متخصصة.
تعتبر بيروت عاصمة الطباعة والنشر في الوطن العربي، فهناك العديد من دور النشر اللبنانية التي تتميز باستخدام التقنية الحديثة والتي تصدّر آلاف الكتب والعناوين كل عام.
كما يصدر في بيروت العديد من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والدورية في كل مجالات المعرفة. ويبلغ عدد الصحف اليومية التي تصدر فيها ٢٥ صحيفة يومية، إلى جانب العديد من المجلات السياسية.
نبذة تاريخية. بيروت إحدى أقدم عواصم العالم العربي الإسلامي، حيث يعود تأسيسها إلى الفينيقيين حوالي عام ٣٠٠٠ق. م، وصارت ميناء فينيقيا مهما يعرف باسم بيريتوت، إلا أن الملك السوري قرينون دمرها في عام ١٤٠ق. م، وأعاد الرومان بناءها، وصارت مركزا للتعليم عدة قرون، إلى أن اتخذها الفرنسيون في العصور الوسطى قاعدة لاتينية للنصرانية في منطقة الشرق الأوسط.