للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعاقب على حكم مدينة بيروت عدد كبير من الحكام الأجانب خلال الجزء الأكبر من تاريخها، منهم الآشوريون، والإغريق، والرومان، والأتراك العثمانيون، والفرنسيون. وبالرغم من تاريخ المدينة العريق إلا أنه لم يبق من آثارها القديمة سوى بعض الأعمدة الضخمة من صخور الجرانيت بسبب الزلازل التي توالت عليها طوال العصور السابقة.

خلال القرن التاسع عشر صارت بيروت مركزا رئيسيا للثقافة والتعليم في المنطقة العربية. كما نمت خلال القرن العشرين بصفتها مركزا تجاريا وماليا كبيرا للشرق الأوسط، وباعتبارها واحدة من أكبر مدن المنطقة تطورا وحداثة. وهكذا صارت بيروت في العصر الحديث مدينة فريدة يختلط فيها الشرق والغرب، وتتعدد فيها المراكز الثقافية والاقتصادية والسياسية في العالم الإسلامي، وتعكس الكثير من التيارات السياسية والفكرية فيه.

كانت بيروت إلى ماقبل نشوب الحرب الأهلية في عام ١٩٧٥م تتميز بنشاط أسواقها التي تضم منتوجات من كل أنحاء العالم، إلى جانب ضخامة مصارفها المالية التي تتعامل ببلايين الدولارات التي تأتي إليها من كل الدول المجاورة. كما كانت تتميز بمراكزها الثقافية المتعددة التي تتبع الدول الكبرى، وجامعاتها العديدة مثل الجامعة الأمريكية التي يرجع تاريخ افتتاحها إلى عام ١٨٦٥م، والجامعة اللبنانية، وجامعة القديس يوسف، وجامعة بيروت العربية التي تتبع جامعة الإسكندرية. إلا أن الحرب الأهلية التي نشبت بين اللبنانيين واستمرت لمدة إحدى عشرة سنة دمرت المدينة وبخاصة حي الأعمال فيها، وأصابت اقتصاد المدينة بالشلل.

أمكن إصلاح بعض الأضرار التي أصابت المدينة خلال الثمانينيات، لكن استمرار القتال بين الجماعات المتصارعة تسبب في مزيد من الدمار والخسائر. كما تسبب القتال الدائر في المدينة في عام ١٩٨٩م في إحداث أشد الخسائر التي شهدتها المدينة منذ السبعينيات.

المصدر:

الموسوعة العربية العالمية.