للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو الذي أعجمه كاتبه بالنقط) (١).

وقال الجوهري: (والمعجم: النقط بالسواد مثل التاء عليه نقطتان، يقال: أعجمت الحرف، والتعجيم مثله. . . ومنه حروف المعجم: وهي الحروف المقطعة التي يختص أكثرها بالنقط من بين سائر حروف الاسم. ومعناه: حروف الخط المعجم كما تقول: مسجد الجامع، وصلاة الأولى: أي مسجد اليوم الجامع وصلاة الساعة الأولى) (٢).

وذهب المبرد إلى أن المعجم بمعنى الإعجام، وأيده فيما ذهب إليه ابن جني (أبو الفتح عثمان بن جني ت ٣٤٢) فقال: (والصواب في ذلك عندنا ما ذهب إليه أبو العباس محمد بن يزيد (المبرد) -رحمه الله تعالى- من أن المعجم مصدر بمنزلة الإعجام. كما تقول: أدخلته مدخلا، وأخرجته مخرجا: أي إدخالا وإخراجا. . فكأنهم قالوا: هذه حروف الإعجام. فهذه أسد وأصوب من أن يذهب إلى أن قولهم: حروف المعجم بمنزلة قولهم صلاة الأولى، ومسجد الجامع فالأولى غير الصلاة في المعنى، والجامع غير المسجد في المعنى أيضا) (٣).

وناقش عبارة حروف المعجم مناقشة نحوية توسع فيها أيما توسع فنفى أن يكون المعجم وصفا للحروف، إذ لا توصف النكرة بمعرفة. وأكد أن حروف المعجم لا تعني حروف الكلام المعجم، وإنما تعني أن الحروف هي المعجمة، وفاته أن الكلام أو الخط الذي تعجم حروفه: كلام معجم وخط معجم. وليس هناك- على الإطلاق- ما يمنع من وصفها بالإعجام ما دامت حروفهما معجمة. وأنهما كأعضاء الجسد، وأفراد المجتمع. وسلامة الجسد من سلامة أعضائه، وصلاح المجتمع من صلاح أفراده وبالعكس. وما لنا وهذا ونحن ننعت الأفعال بالصحة والعلة لا لشيء إلا لصحة حروفها واعتلالها وكذلك الشأن في المهموز منها والواوي. فلا أدري- بعد هذا- ما الذي يمنع


(١) التهذيب - الأزهري (عجم) ١/ ٣٩١، اللسان- ابن منظور- (عجم) ١٢/ ٣٨٨.
(٢) الصحاح - الجوهري- (عجم) ٥/ ١٩٨٠ - ١٩٨١.
(٣) سر صناعة الإعراب- ابن جني- ١/ ٣٩ - ٤٠.