للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقوم بإلقاء تلك الدروس نخبة من كبار العلماء والمعلمين على رأسهم "علي مبارك باشا"، وكانت تلك الدروس تمثل تثقيفا عاما، وقد أبيح للناس كافة على اختلاف طبقاتهم وثقافتهم حضور هذه الدروس. ولكن مؤسس هذا المشروع لم يقنع بتلك الوظيفة المحدودة للدار، فبعد مضي نحو شهرين من افتتاح "دار العلوم" للدروس العامة، طلب "علي مبارك باشا" من الشيخ "محمد العباسي" شيخ الأزهر تعيين بعض العلماء للتدريس بالدار، وتم اختيار ثمانية من نجباء طلاب الأزهر، بالإضافة إلى طالبين آخرين لحضور دروس "دار العلوم" العربية والشرعية إلى جانب ما يختارونه من العلوم الأخرى كالفلك والطبيعة، ليتم بعد ذلك اختيار المدرسين منهم، ومن هؤلاء الطلاب العشرة تكونت الفرقة الأولى، وهي نواة مدرسة "دار العلوم".

مدرسة دار العلوم

وبعد عام من بدء الدراسة في "دار العلوم" سعى "علي مبارك" إلى جعلها مدرسة مستقلة، واستطاع في [٢٤ من جمادى الأولى ١٢٨٩هـ= ٢٩ من أغسطس ١٨٧٢م]، استصدار قرار من الخديوي إسماعيل بفتح مدرسة "دار العلوم" واختير لها خمسون طالبا، وبموجب هذا القرار تم قبول (٣٢) طالبا، منهم:

محمد علي المنياوي، وحسين جلال المصري، وعبد العظيم مصطفي، وعبد الواحد وافي، والسيد أيوب العابدي، وعبد الباري وهبة، وكان ناظر المدرسة "حامد نيازي" الذي كان معاونا بدار الكتب.

وقد استمر عدد الطلبة أقل من (٥٠) طالبا حتى عام [١٣٠٠ هـ= ١٨٨٢م] وفي عام [١٣٠١ هـ= ١٨٨٣م] بلغ عدد طلبتها (٥٦) طالبا.

وكان أول من تخرج فيها الشيخان "محمد عبد الرؤوف"، و" عمر إبراهيم السمالوطي".

المرحلة الأولى: النشأة