للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتراه يرفل في الحديد كأنه ... ذو لبدة شثن البراثن أربد

عم النبي محمد وصفيه ... ورد الحمام فطاب ذاك المورد

وأتى المنية معلما في أسرة ... نصروا النبي ومنهم المستشهد (١)

ولقد إخال بذاك هندا بشرت ... لتميت داخل غصة لا تبرد (٢)

مما صبحنا بالعقنقل قومها ... يوم تغيب فيه عنها الأسعد (٣)

وببئر بدر إذا يرد وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد

حتى رأيت لدى النبي سراتهم ... قسمين نقتل من نشاء ونطرد (٤)

فأقام بالعطن المعطن منهم ... سبعون عتبة منهم والأسود (٥)

وابن المغيرة قد ضربنا ضربة ... فوق الوريد لها رشاش مزبد (٦)

وأمية الجمحي قوم ميله ... عضب بأيدي المؤمنين مهند (٧)

فأتاك فل المشركين كأنهم ... والخيل تثفنهم نعام شرد

شتان من هو في جهنم ثاويا ... أبدا ومن هو بالجنان مخلد (٨)

وقال كعب بن مالك يرثي حمزة رضي الله عنه:

صفية قومي ولا تعجزي ... وتبكي النساء على حمزة

ولا تسأمي أن تطيلي البكا ... على أسد الله في الهزة (٩)


(١) معلما: شهر نفسه بعلامة تميزه من سائر المحاربين، وأسرة: رهط.
(٢) إخال: أظن، والغصة ما يقف في الحلق فيخنق.
(٣) العقنقل: الكثيب من الرمل أراد به كثيب بدر وصبحناهم: أتيناهم صباحا للغارة عليهم.
(٤) سراتهم: أشرافهم وخيارهم، ونطرد: نسوقه كما تساق الأنعام، يريد أنا قتلنا قسما وأسرنا قسما آخر.
(٥) العطن: مبرك الإبل حول الماء. والمعطن: الذي عود أن يتخذ عطنا.
(٦) الوريد: عرق في صفحة العنق، ورشاش مزبد: يريد دما تعلوه الرغوة.
(٧) عضب: سيف قاطع.
(٨) ثاويا: مقيما ليس يبرحها، ويروى (ثاويا)، وهو الهالك انظر سيرة ابن هشام (١٣٦ - ١٣٨).
(٩) الهزة: الاختلاط في الحرب.