للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقد كان عزا لأيتامنا ... وليث الملاحم في البزة (١)

يريد بذاك رضا أحمد ... ورضوان ذي العرش والعزة (٢)

وقال كعب أيضا في رثاء حمزة رضي الله عنه (٣).

بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل (٤)

على أسد الإله غداة قالوا ... أحمزة ذاكم الرجل القتيل

أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول

أبا يعلى لك الأركان هدت ... وأنت الماجد البر الوصول

عليك سلام ربك في جنان ... مخالطها نعيم لا يزول

ألا يا هاشم الأخيار صبرا ... فكل فعالكم حسن جميل

رسول الله مصطبر كريم ... بأمر الله ينطق إذ يقول

ألا من مبلغ عني لؤبا ... فبعد اليوم دائلة تدول (٥)

وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا ... وقائعنا بها يشفى الغليل (٦)

نسيتم ضربنا بقليب بدر ... غداة أتاكم الموت العجيل (٧)

غداة ثوى أبو جهل صريعا ... عليه الطير حائمة تجول (٨)

وعتبة وابنه خرا جميعا ... وشيبة عضه السيف الصقيل (٩)

ومتراكنا أمية مجلعبا ... وفي حيزمومه لدن نبيل (١٠)


(١) الملاحم: جمع ملحمة، وهي الحرب التي يكثر فيها القتلى.
(٢) سيرة ابن هشام (٣/ ١٣٩ - ١٤٠).
(٣) وتروى هذه القصيدة لعبد الله بن رواحة أيضا، انظر سيرة ابن هشام (٣/ ١٤٨).
(٤) العويل: البكاء مع ارتفاع الصوت.
(٥) دائلة تدول: يريد دائرة الحرب.
(٦) الغليل حرارة الجوف من عطش أو حزن.
(٧) العجيل: العاجل السريع.
(٨) حائمة: تدور حوله، وتجول: تجيء وتذهب.
(٩) خرا جميعا: سقطا على الأرض.
(١٠) مجلعبا: معناه أنه ممتد مع الأرض. والحيزوم: أسفل الصدر. واللدن: الرمح اللبن.