للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبد البر في التمهيد من طريق يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة، والعرش على الماء، والله - تبارك وتعالى - على العرش يعلم أعمالكم) ورواه البيهقي أيضا عن طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - وهو المسعودي - عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل - واسمه شقيق بن سلمة - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فذكره بنحوه.

ومن ذلك ما رواه إسحاق بن راهويه عن عكرمة في قوله تعالى مخبرا عن إبليس أنه قال: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} (١)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يستطع أن يقول: من فوقهم، علم أن الله من فوقهم ".

ومن ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: (ومن قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تلقاهن ملك فعرج بهن إلى الله، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن). قال ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية": أخرجه العسال في كتاب "المعرفة" بإسناد كلهم ثقات.

ومن ذلك قصة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه مع امرأته، حين وقع على أمته، وهي مشهورة، وقد ذكرها ابن عبد البر في الاستيعاب، وقال: رويناها من وجوه صحاح، وذلك أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها، وفطنت له امرأته فلامته فجحدها، وكانت قد رأت جماعة لها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن؛ فإن الجنب لا يقرأ القرآن فقال:

شهدت بأن وعد الله حق ... وإن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء حق ... وفوق العرش رب العالمينا

وتحمله ملائكة غلاظ ... ملائكة الإله مسومينا

فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرؤه.

وقد رواها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" بإسناده إلى عبد العزيز بن أخي الماجشون، وفيه أن «امرأة


(١) سورة الأعراف الآية ١٧