للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيان قال: قوله: {إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ} (١) يقول: علمه وذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (٢) فيعلم نجواهم، ويسمع كلامهم، ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء، هو فوق عرشه، وعلمه معهم. وقد نقل الذهبي في كتاب "العلو" بعض ما رواه البيهقي عن مقاتل بن حيان، ثم قال مقاتل: هذا ثقة إمام معاصر للأوزاعي ما هو بابن سليمان، ذاك مبتدع ليس بثقة.

قول مالك بن دينار

روى أبو نعيم في "الحلية" عنه أنه كان يقول: خذوا، فيقرأ ثم يقول: اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. قال الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية": إسناده صحيح.

قول الإمام أبي عمرو الأوزاعي

قد تقدم ما رواه البيهقي عنه أنه قال: كنا والتابعون متوافرون، نقول: إن الله - تعالى ذكره - فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا. وقال الذهبي في كتاب "العلو": روى أبو إسحاق الثعلبي قال: سئل الأوزاعي عن قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (٣) قال: هو على عرشه كما وصف نفسه.

قول الإمام أبي حنيفة

روى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناده إلى نعيم بن حماد، قال: سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول: كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر؛ إذ جاءته امرأة من ترمقا، كانت تجالس جهما، فدخلت الكوفة، فأظنني أقل ما رأيته عليها عشرة آلاف من الناس، تدعو إلى رأيها، فقيل لها: إن هاهنا رجلا قد نظر في المعقول، يقال له: أبو حنيفة، فأتته فقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك، أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إليها وقد وضع كتابا: الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض. فقال له رجل: أرأيت قول الله - عز وجل -: {وَهُوَ مَعَكُمْ} (٤)؟ قال: هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه.

قال البيهقي: لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله - عز وجل -، ومن الكون في الأرض، وفيما ذكر من تأويل


(١) سورة المجادلة الآية ٧
(٢) سورة المجادلة الآية ٧
(٣) سورة الأعراف الآية ٥٤
(٤) سورة الحديد الآية ٤