للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من خلقه، وقال أيضا: عال على عرشه، بائن عن خلقه.

وروى الذهبي بإسناده إلى محمد بن إسماعيل الترمذي قال: سمعت المزني يقول: لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على العرش بصفاته. قلت: مثل أي شيء؟ قال: سميع بصير عليم قدير.

قول محمد بن يحيى الذهلي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحاكم أنه قال: قرأت بخطابي عمرو المستملي، سئل محمد بن يحيي عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ليعلم العبد أن الله معه حيث كان». فقال. يريد إن الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش.

قول الإمام محمد بن إسماعيل البخاري

قال: في كتاب التوحيد من صحيحه باب قول الله - عز وجل -: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (١)، {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (٢) قال أبو العالية: استوى إلى السماء: ارتفع، فسواهن: خلقهن. وقال مجاهد: استوى: علا على العرش، ثم ساق حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات. وقال أيضا: باب قول الله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} (٣) وقوله - جل ذكره -: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (٤) وقد ذكر في هذا الباب عدة أحاديث في إثبات صفة الفوقية لله تعالى، وعلوه على خلقه.

قول أبي زرعة الرازي

قد ذكرت فيما تقدم ما رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا، وعراقا، ومصرا، وشاما، فكان من مذهبهم أن الله - تبارك وتعالى - على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وذكر الذهبي في كتاب (العلو) ما رواه أبو إسماعيل الأنصاري بإسناده إلى محمد بن


(١) سورة هود الآية ٧
(٢) سورة التوبة الآية ١٢٩
(٣) سورة المعارج الآية ٤
(٤) سورة فاطر الآية ١٠