للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق

قد ذكرت فيما تقدم أنه حكى إجماع أهل السنة من سائر أهل الأمصار، أن الماء فوق السماء السابعة، والعرش على الماء، والله على العرش.

قول عثمان بن سعيد الدارمي حافظ أهل المشرق

قال في كتابه "النقض على بشر المريسي ": قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه، فوق سماواته، لا ينزل قبل يوم القيامة إلى الأرض، ولم يشكوا أنه ينزل يوم القيامة؛ ليفصل بين عباده، ويحاسبهم ويثيبهم، وتشقق السماوات يومئذ لنزوله، وتنزل الملائكة تنزيلا، ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية، كما قال الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلما لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا، علموا يقينا أن ما يأتي الناس من العقوبات؛ إنما هو أمره وعذابه. فقوله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} (١)، إنما هو أمره وعذابه.

وقال أيضا في كتاب "النقض ": علمه بهم محيط، وبصره فيهم نافذ، وهو بكماله فوق عرشه، ومع بعد المسافة بينه وبين الأرض يعلم ما في الأرض.

قال أيضا في كتاب (النقض): وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله سبحانه في السماء، وعرفوه بذلك إلا المريسي وأصحابه. وقال في «قول النبي صلى الله عليه وسلم للأمة: أين الله؟ (٢)» تكذيب لمن يقول: هو في كل مكان إلى أن قال: والله فوق سماواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده. انتهى المقصود من كلامه.

وقد نقله ابن القيم في


(١) سورة النحل الآية ٢٦
(٢) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٧)، سنن النسائي السهو (١٢١٨)، سنن أبو داود الأيمان والنذور (٣٢٨٢)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٤٤٧)، سنن الدارمي الصلاة (١٥٠٢).