القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية"، وأقره قال: وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه. ونقل عنه أيضا أنه قال في "مختصر المدونة": وأنه تعالى: فوق عرشه بذاته، فوق سبع سماواته دون أرضه. انتهى.
وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" قول ابن أبي زيد: إن الله تعالى فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه. وقال أيضا: صرح ابن أبي زيد في "المختصر" بأن الله في سمائه دون أرضه. قال شيخ الإسلام أبو العباس: هذا لفظه. قال: والذي قاله ابن أبي زيد ما زالت تقوله أئمة أهل السنة من جميع الطوائف. انتهى.
ونقل الذهبي في كتاب "العلو" قول ابن أبي زيد: وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته، ثم قال: وقد تقدم مثل هذه العبارة عن أبي جعفر بن أبي شيبة، وعثمان بن سعيد الدارمي، وكذلك أطلقها يحيى بن عمار - واعظ سجستان - في رسالته، والحافظ أبو نصر الوائلي السجزي في كتاب "الإبانة" له فإنه قال: وأئمتنا كالثوري ومالك والحمادين، وابن عيينة وابن المبارك، والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان، وكذا أطلقها ابن عبد البر، وكذا عبارة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري فإنه قال: وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه. وكذا قال أبو الحسن الكرجي الشافعي في تلك القصيدة:
عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب
وعلى هذه القصيدة مكتوب بخط العلامة تقي الدين بن الصلاح: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث. وكذا أطلق هذه اللفظة أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ، والشيخ عبد القادر الجيلي، والمفتي عبد العزيز القحيطي وطائفة.
والله تعالى خالق كل شيء بذاته، ومدبر الخلائق بذاته، بلا معين ولا مؤازر، وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا، وبين كونه تعالى فوق العرش، فهو كما قال: ومعنا بالعلم، وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(١) وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء، كما قدمناه، وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام. انتهى كلام