للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول أبي الحسن ابن مهدي تلميذ الأشعري

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنه قال في كتاب "مشكل الآيات" له: اعلم أن الله في السماء فوق كل شيء، مستو على عرشه، بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء الاعتلاء، كما تقول العرب: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح، بمعنى علوته. يدل على أنه في السماء عال على عرشه قوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (١) وقوله: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (٢) وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (٣) وقوله: {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} (٤) قال: فإن قيل: ما تقولون في قوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (٥)؟ قيل: معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش، كما قال: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} (٦) بمعنى على الأرض. وقيل: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (٧) فكذلك {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (٨). انتهى المقصود من كلامه ملخصا.

قول ابن بطة العكبري

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين: أن الله على عرشه فوق سماواته، بائن من خلقه، وذكرت أيضا كلامه على معنى قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} (٩) وقوله: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} (١٠) وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} (١١)، وفيه الرد على من قال: إن الله معنا وفينا. فليراجع كلامه.

قول أبي محمد بن أبي زيد القيرواني شيخ المالكية

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الأمة على أن الله تعالى فوق سماواته، على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه، ثم ذكر أن هذا قول السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث.

وقال في مقدمة رسالته المشهورة "باب ما تنطق به الألسنة، وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات" من ذلك الإيمان بالقلب، والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا شريك له، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو بكل مكان بعلمه. انتهى المقصود من كلامه.

وقد نقله ابن


(١) سورة الملك الآية ١٦
(٢) سورة آل عمران الآية ٥٥
(٣) سورة فاطر الآية ١٠
(٤) سورة السجدة الآية ٥
(٥) سورة الملك الآية ١٦
(٦) سورة التوبة الآية ٢
(٧) سورة طه الآية ٧١
(٨) سورة الملك الآية ١٦
(٩) سورة الحديد الآية ٤
(١٠) سورة الأنعام الآية ٣
(١١) سورة المجادلة الآية ٧