للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقدم أيضا كلام ابن كثير على قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١) وقوله {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} (٢) إلى قوله: {إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (٣) وما ذكره من الإجماع على أن المراد بالآية معية العلم، قال: وسمعه أيضا علمه بهم وبصره نافذ فيهم. انتهى. وفيه أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.

وقال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (٤) هذه المعية خاصة بعباده المؤمنين، وهي بالإعانة والنصر والتوفيق، وأما المعية العامة لجميع الخلق، فهي بالإحاطة التامة والعلم، ونفوذ القدرة، وكون الجميع في قبضته جل وعلا، فالكائنات في يده جل وعلا أصغر من حبة خردل، وهذه هي المذكورة أيضا في آيات كثيرة كقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ} (٥) الآية، وقوله الله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٦) الآية، وقوله: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} (٧)، وقوله: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} (٨) الآية. إلى غير ذلك من الآيات. فهو جل وعلا مستو على عرشه - كما قال - على الكيفية اللائقة بكماله وجلاله، وهو محيط بخلقه، كلهم في قبضة يده، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين. انتهى كلامه. وفيه أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.


(١) سورة الحديد الآية ٤
(٢) سورة المجادلة الآية ٧
(٣) سورة المجادلة الآية ٧
(٤) سورة النحل الآية ١٢٨
(٥) سورة المجادلة الآية ٧
(٦) سورة الحديد الآية ٤
(٧) سورة الأعراف الآية ٧
(٨) سورة يونس الآية ٦١