هكذا حافظوا رضي الله عنهم على وحدة الأمة ووقفوا أمام أسباب الانقسام والتفرق بذلك الحزم لئلا تعود الأمة إلى الجاهلية الأولى من جديد، أو إلى ما يشبه ذلك. وفي أواخر عهد الخلفاء الراشدين، وفي خلافة علي بالتحديد، خرجت الخوارج، وتشيعت الشيعة، ثم ظهرت الفرق متتابعة من جبرية ومرجئة وجهمية ومعتزلة وأشعرية وماتريدية.
فسمعت دنيا المسلمين ما تتوقعه من الانقسام والتفرق تصديقا لقوله عليه الصلاة والسلام: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة (١)». هكذا بدأت الجاهلية التي نريد أن نستعرض بعض صورها في حديثنا هذا، لأن الجاهلية هنا لا تعني - كما تقدم - فترة زمنية، ولكنها أعمال وتصرفات وأوضاع معينة ومفاهيم خاطئة، ويمكن أن نوجز أمهاتها في العناوين التالية:
أ - جاهلية التصوف.
٢ - جاهلية علم الكلام.
٣ - جاهلية التعصب المذهبي.
٤ - جاهلية في الحاكمية: أي الحكم بغير ما أنزل الله.